شركة فودافون في عُمان: ما الجديد ؟

قبل أن أتحدث عن تجربة فودافون في سلطنة عمان يلزم الحديث عن سوق الاتصالات في عمان والذي يمثل أمرا هاما في تطور عمل أي مشغل جديد في الاتصالات .

في البداية يمكن القول أن  سوق الاتصالات في السلطنة يشكل سوقا ناميا ويتزايد عدد مستخدمي الهاتف النقال في السلطنة لما يزيد عن 5 مليون مستخدم نشط حتى نهاية 2020 وذلك وفق إحصائية نشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. اليوم يمكن القول أن هذا السوق يشهد نموا متقطعا بسبب التأثر بالحالة الاقتصادية العالمية وانتشار وباء كورونا كوفيد 19 والذي أثر كثيرا على المنافسة المتوقعة في هذا السوق ومع ذلك شهد سوق الاتصالات في عمان تحديات سابقة مرتبطة بتراجع نموه وبطئ تطوره قبل الجائحة أيضا. واليوم يتحدث كثيرين عن أن الأسباب الحقيقية وراء تراجع سوق الاتصالات متصل بالرقابة الإدارية المستمرة التي تخفض مستوى توقعات المستهلكين وتطلعاتهم بشأن الخدمات إضافة للتحديات الجغرافية الناتجة عن وعورة المناطق واختلاف التضاريس التي تسبب صعوبة بالغة في تنفيذ الكثير من المشاريع لاسيما في المناطق الجبلية أو الأودية والمناطق البعيدة عن المدن الرئيسية.

ومن جهة أخرى، يواجه قطاع الاتصالات في السلطنة انتقادات كثيرة تتصل بالكلفة التشغيلية المرتفعة لهذا القطاع مما يؤثر على أسعار الخدمات المعروضة ونوعية العروض الترويجية، كما تعاني الشركات المزودة من إشكالية الاعتماد الكبير على استخدام الانترنت وتراجع مستوى استخدام الخدمات الأخرى مثل خدمة الاتصال أو الرسائل النصية مما يؤدي إلى انخفاض المبيعات الخاصة بهذه الشركات يوما بعد يوم.

بشكل عام، تسببت هذه التحديات مجتمعة في زيادة الاهتمام والنقاش بل والجدل بين المستخدمين والمؤسسات حول مستقبل وجدوى سوق الاتصالات في عمان وأهمية تنوع هذا السوق وثراء الخدمات في ظل استمرار الانتقادات الموجهة للشركات المشغلة وللجهات الرقابية المسؤولة عن تطوير هذا القطاع الهام. ولكن لماذا ينبغي تكثيف الاهتمام بسوق الاتصالات في عمان؟

يمكن الاعتماد كثيرا على قطاع الاتصالات كقطاع اقتصادي مثالي فهو يحفز لزيادة النمو السريع للمشروعات الإنتاجية والخدمية التي تشرف عليها الحكومات أو حتى القطاع الخاص وبالتالي الوصول لمرحلة مثالية من تطوير المنظومة الاقتصادية ومشاريع النمو الاستثماري في الدول. ودائما ما كان يُنظر لشبكات الاتصالات ومجالاتها التقنية على أنها مناخات رحبة للفرص الوظيفية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ورأس المال الجرئ لاسيما مع تنامي الحاجة للاتصالات وارتباطها الوثيق بالمشاريع الرقمية والتقنية الواعدة. في جانب آخر، يعزز نمو الاتصالات من مكانة الدول الاستثمارية وقدرتها على العبور نحو قطاعات اقتصادية مختلفة وجديدة بفضل ما يقدمه من حلول وتقنيات جديدة كما أنه قطاع الاتصالات يمثل بيئة تحتية أساسية لتطور النشاطات المؤسساتية لاسيما ما يعرف بالحكومة الذكية والمدن الذكية.

وشاهدنا جميعا كيف ساهمت القطاعات الاتصالية في توفير الدعم الكبير للمشاريع المبتكرة حول العالم وجعلت حياة الناس أكثر رفاهية وقيمة لاسيما مع دورها في توفير الجهد والوقت وتقليل النفقات الخاصة بالمشاريع إضافة لأدوارها الثقافية والاجتماعية وأهميتها في تخفيض نسب الهجرة إلى المدن والاستغناء عن المركزية الإدارية.

ولهذا كله، سيطرح دخول مشغل جديد للبلاد في ظل هذه المطالبات المستمرة لتحسين قطاع الاتصالات مزيدا من التساؤلات والهواجس إزاء قدرة هذا المشغل على الإيفاء بالمتطلبات التي تحقق رضا المستخدمين واحتياجاتهم المستمرة مع كل هذا الواقع والمعطيات التي نشاهدها إزاء سوق الاتصالات في عمان.

ما الذي ينبغي أن نعرفه عن شركة فودافون؟

 شركة فودافون هي شركة بريطانية متعددة الجنسيات ذات طبيعة عالمية شركة عالمية تأسست في عام 1983 ومقرها  نيوبري بيركشاير بالمملكة المتحدة وتقدم خدماتها لأكثر من 30 دولة حول العالم وفودافون هو اختصار لـ (vo ice da ta fone) والتي تعني خدمات الصوت والبيانات عبر الهاتف.

في يناير 2020، تم بمنتجع البليد بصلالة توقيع اتفاقية بين الشركة العمانية للأبراج وشركة اتصالات المستقبل (فودافون عمان) بهدف توفير شبكات الهاتف النقال لفودافون في سلطنة عمان. خطوة أثارت ترحيبا واسعا من جانب المؤسسات والمستهلكين الذين رأوا في دخول هذا المشغل الجديد للسلطنة خطوة جديدة. ولهذا السبب نطرح هذا السؤال: ما الجديد الذي ينتظر سوق الاتصالات في عمان بدخول المشغل العالمي فودافون؟

يمكن القول أن شركة فودافون واحدة من الشركات الهامة فيما يتصل بخدمات الاتصالات والانترنت عبر مشاهدة عروضها المقدمة في دول كثيرة كما أنها تملك خدمات مميزة فيما يتعلق بالدفع عبر الانترنت. ولهذا السبب يتوقع أن تقدم الشركات خدمات مميزة جديدة تتصل بهذه الجوانب مركزة جل اهتمامها على فئة الشباب من عمر 25 وحتى 45 وهي الفئة التي تمثل شريحة واسعة من أفراد المجتمع. من المتوقع أيضا أن تبدأ الشركة استثمارا هاما يرتبط بانترنت الأشياء والأجهزة الداعمة للاتصال عبر الانترنت والتلفزيون الذكي وخدمات البلوكتشين وهي المجالات التي بدأت شركات الاتصالات في عمان باستثمار بعض منها. ستظل تسعيرة الخدمات تحديا كبيرا يواجه المشغل الجديد فالجمهور ينتظر عروضا ترويجية وتخفيضات لاسيما على أسعار باقات الانترنت ولهذا السبب من المتوقع أن ينال هذا الأمر على اهتمام شركة فودافون لاسيما مع اتجاه المنافسين له خلال المناسبات والأعياد الوطنية وغيرها. يتوقع من الشركة الجديدة الاستفادة من عمليات تحليل البيانات الخاصة بسلوك المستهلكين ودوافعهم من الاتصال بصورة أسهل وأقل مركزية عنه مع المشغلين السابقين ولهذا السبب يمكن الاعتماد على هذا الأمر في تكثيف الخطط الترويجية والتسويقية والاعتماد الكبير على خدمات الانترنت. يمكن القول أن عالمية شركة فودافون وخبرتها التي تتجاوز 40 عاما هي علامة إيجابية بوسعها أن تدفع الشركة لمزيد من التعاونات العالمية لاسيما مع التطبيقات الأكثر شيوعا عبر الانترنت أو برامج ألعاب الفيديو وغيرها.

مع هذا كله تبقى التحديات المتصلة بالسوق العماني في قطاع الاتصالات هي ذات التحديات التي تواجه شركة فودافون أيضا إذ سينبغي على الشركة تطوير التغطية الخاصة بالاتصالات Covering Area وتطوير خدمات الانترنت وسهولة استخدامها ورفع كفاءة خدمة العملاء .وتسهيل حل المشكلات إضافة لتعزيز الخدمات بأسعار تنافسية والاهتمام بالابتكار في هذا السوق

أقرأ هذه أيضاً

التعليقات

4 1 صوت
تقييم المقالة
إشتراك
نبهني
guest

0 التعليقات
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات